( 1,2,3,4,5,6,7,8,9 )
و ليس المهم هنا تهذيب العرب للأرقام و
توفيقهم في اختيار هاتين السلسلتين أو إدخالهما إلى أوروبا ، بل المهم هو
إيجاد طريقة جديدة لها و هي طريقة الإحصاء العشري ، و استعمال الصفر
لنفس الغاية التي نستعملها الآن .
و من المعروف أن للأرقام الرومانية أشكال عديدة بحيث يصعب تعلمها بسهولة ،
و لما جاء العرب شعروا بصعوبتها فنقبوا في الأرقام الهندية فوجدوا أن
فكرتها أفضل بكثير من السابقة فأخذوا عن الهنود أرقامهم بعد أن طوروها
وشذبوها لتكون أكثر فعالية ، :
تشتمل على أشكال جديدة للدلالة على بعض الأعداد .
و من مزاياها أيضا - أي الأرقام العربية أو الهندية - أنها تقوم على
النظام العشري ، و على أساس القيم الوضعية بحيث يكون للرقم قيمتان : قيمة
في نفسه ، كقيمة الأربعة في العدد 4 ، و قيمة بالنسبة إلى المنزلة التي
يقع فيها ، كقيمة الثلاثة في العدد 234 و هي ثلاثين .
و لعل من أهم مزايا هذا النظام هو إدخال الصفر في الترقيم و استعماله في
المنازل الخالية من الأرقام ، و لسنا بحاجة إلى أنه لولا الصفر و
استعماله لما فاقت الأرقام العربية و الهندية غيرها من الأرقام ، و لما
كانت لها أية ميزة ، بل لما فضلتها الأمم على الأنظمة الأخرى المستعملة
في الترقيم .
و للصفر فوائد أخرى ، فلولاه لما استطعنا أن نحل كثيرا من المعادلات
الرياضية من مختلف الدرجات بالسهولة التي نحلها بها الآن ، و لما تقدمت
فروع الرياضيات تقدمها المشهود ، و كذلك لم تتقدم المدنية هذا التقدم
العجيب .
و من الغريب أن الأوربيين لم يتمكنوا من استعمال هذه الأرقام إلا بعد
انقضاء قرون عديدة من اطلاعهم عليها ، أي أنه لم يعم استعمالها في أوروبا
و العالم إلا في أواخر القرن السادس عشر.
لقد برع العرب في العلوم الرياضية و أجادوا فيها ، و أضافوا إليها إضافات
هامة أثارت الإعجاب و الدهشة لدى علماء الغرب ، فاعترفوا بفضل العرب و
أثرهم الكبير في تقدم العلم و العمران .
لقد اطلع العرب على حساب الهنود فأخذوا عنه نظام الترقيم ، إذ أنهم رأوا
أنه أفضل من النظام الشائع بينهم و هو نظام الترقيم على حساب الجمل ، و
كان لدى الهنود أشكال عديدة للأرقام ، هذب العرب بعضها و كونوا من ذلك
سلسلتين ، عرفت إحداهما بالأرقام الهندية و هي التي تستعملها هذه البلاد
و أكثر الأقطار العربية و الإسلامية و هي ( 1 ، 2، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8
، 9 ) ، و عرفت الثانية بالأرقام الغبارية ، و قد انتشر استعمالها في
بلاد الغرب و الأندلس ، و عن طريق الأندلس دخلت هذه الأرقام إلى أوروبا و
عرفت باسم الأرقام العربية (Arabic Number ) و هي :
و كان الهنود يستعملون ( سونيا ) أو الفراغ لتدل على معنى الصفر ، ثم
انتقلت هذه اللفظة الهندية إلى العربية باسم ( الصفر ) ، و من هنا أخذها
الإفرنج و استعملوها في لغاتهم ، فكان من ذلك (Cipher ) و (Chiffre)
و من الصفر أتت الكلمة (Zephyr) و (Cipher) ثم تقلصت عن طريق
الاختصار فأصبحت (Zero
( 1,2,3,4,5,6,7,8,9 )
و ليس المهم هنا تهذيب العرب للأرقام و
توفيقهم في اختيار هاتين السلسلتين أو إدخالهما إلى أوروبا ، بل المهم هو
إيجاد طريقة جديدة لها و هي طريقة الإحصاء العشري ، و استعمال الصفر
لنفس الغاية التي نستعملها الآن .
و من المعروف أن للأرقام الرومانية أشكال عديدة بحيث يصعب تعلمها بسهولة ،
و لما جاء العرب شعروا بصعوبتها فنقبوا في الأرقام الهندية فوجدوا أن
فكرتها أفضل بكثير من السابقة فأخذوا عن الهنود أرقامهم بعد أن طوروها
وشذبوها لتكون أكثر فعالية ، :
تشتمل على أشكال جديدة للدلالة على بعض الأعداد .
و من مزاياها أيضا - أي الأرقام العربية أو الهندية - أنها تقوم على
النظام العشري ، و على أساس القيم الوضعية بحيث يكون للرقم قيمتان : قيمة
في نفسه ، كقيمة الأربعة في العدد 4 ، و قيمة بالنسبة إلى المنزلة التي
يقع فيها ، كقيمة الثلاثة في العدد 234 و هي ثلاثين .
و لعل من أهم مزايا هذا النظام هو إدخال الصفر في الترقيم و استعماله في
المنازل الخالية من الأرقام ، و لسنا بحاجة إلى أنه لولا الصفر و
استعماله لما فاقت الأرقام العربية و الهندية غيرها من الأرقام ، و لما
كانت لها أية ميزة ، بل لما فضلتها الأمم على الأنظمة الأخرى المستعملة
في الترقيم .
و للصفر فوائد أخرى ، فلولاه لما استطعنا أن نحل كثيرا من المعادلات
الرياضية من مختلف الدرجات بالسهولة التي نحلها بها الآن ، و لما تقدمت
فروع الرياضيات تقدمها المشهود ، و كذلك لم تتقدم المدنية هذا التقدم
العجيب .
و من الغريب أن الأوربيين لم يتمكنوا من استعمال هذه الأرقام إلا بعد
انقضاء قرون عديدة من اطلاعهم عليها ، أي أنه لم يعم استعمالها في أوروبا
و العالم إلا في أواخر القرن السادس عشر.
لقد برع العرب في العلوم الرياضية و أجادوا فيها ، و أضافوا إليها إضافات
هامة أثارت الإعجاب و الدهشة لدى علماء الغرب ، فاعترفوا بفضل العرب و
أثرهم الكبير في تقدم العلم و العمران .
لقد اطلع العرب على حساب الهنود فأخذوا عنه نظام الترقيم ، إذ أنهم رأوا
أنه أفضل من النظام الشائع بينهم و هو نظام الترقيم على حساب الجمل ، و
كان لدى الهنود أشكال عديدة للأرقام ، هذب العرب بعضها و كونوا من ذلك
سلسلتين ، عرفت إحداهما بالأرقام الهندية و هي التي تستعملها هذه البلاد
و أكثر الأقطار العربية و الإسلامية و هي ( 1 ، 2، 3 ، 4 ، 5 ، 6 ، 7 ، 8
، 9 ) ، و عرفت الثانية بالأرقام الغبارية ، و قد انتشر استعمالها في
بلاد الغرب و الأندلس ، و عن طريق الأندلس دخلت هذه الأرقام إلى أوروبا و
عرفت باسم الأرقام العربية (Arabic Number ) و هي :
و كان الهنود يستعملون ( سونيا ) أو الفراغ لتدل على معنى الصفر ، ثم
انتقلت هذه اللفظة الهندية إلى العربية باسم ( الصفر ) ، و من هنا أخذها
الإفرنج و استعملوها في لغاتهم ، فكان من ذلك (Cipher ) و (Chiffre)
و من الصفر أتت الكلمة (Zephyr) و (Cipher) ثم تقلصت عن طريق
الاختصار فأصبحت (Zero